عاجل
الأحد 19 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الحل.. العودة إلى الماضي

الحل.. العودة إلى الماضي

يواجه أولياء الأمور العديد من الأعباء المالية المتزايدة من أجل تلبية احتياجات ومتطلبات أبنائهم، خاصةً مع حلول العام الدراسي الذي يحمل التزامات تُعد عبئا ثقيلا على عاتق كل أسرة، ومن أبرز هذه الأعباء: "المصروفات المدرسية، الكتب الخارجية، الدروس الخصوصية، الزي المدرسي، السبلايز، الأنشطة المدرسية"، وغيرها من التزامات إضافية تؤرق أولياء الأمور ليلًا ونهارًا، بكونها جزءا لا يتجزأ من التحديات المتنوعة التي لم تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تخطت الحد لتشمل الجوانب النفسية والزمنية والاجتماعية من حياتهم اليومية.



 

تجد من أبرز هذه التحديات الزي المدرسي، وذلك بعد أن قامت كل المدارس "الحكومية، الخاصة، الرسمية، إنترناشيونال، القومية"، بتوحيد المظهر العام لطلابها، وأصبحت كل مدرسة تتفنن في اختيار شكل ولون الزي المدرسي، بل في أغلب الأوقات يكون الزي ذا تصميم مختلف يصعب تقليده، أو  عبر اختيار درجات ألوان غير منتشرة بالأسواق، مما يضطر أولياء الأمور إلى شراء الزي من المدرسة اجباريًا بأسعار متزايدة عن سعره الحقيقي، وذلك نظرًا لعدم وجود بديل سوى المدرسة التي تحتكر هذه التصاميم والألوان، الوضع الذي يخلق مشكلة كبرى خاصة للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط، مما يضطر البعض إلى البحث عن بدائل أرخص، الأمر الذي أسهم في انتشار سوق سوداء للملابس المدرسية بخامات ومقاسات مختلفة.

 

وهناك من يلجأ إلى تقليد التصميم من خلال القيام بتفصيله لدى الخياط ترشيدًا للنفقات. محاولات وأساليب عديدة تلجأ إليها أسر الطلبة للهروب من ارتفاع أسعار الزي المدرسي، والذي أحيانًا أسعاره تتخطى أسعار ملابس العيد.

 

قديما لم يكن الزي المدرسي مجرد قطعة قماش أو ملابس يرتديها الطالب، ولم يكن هناك أيضا تمييز بين طلاب مدرسة عن أخرى، بل كان الزي رمزًا لمرحلة تعليمية بأكملها، حيث كان الزي الموحد للمرحلة الابتدائية اللون البيج "المريلة"، وللمرحلة الإعدادية اللون الرصاصي، بينما كانت المرحلة الثانوية مميزة باللون الأزرق "الكحلي"،  الأمر الذي جعل الزي التقليدي موحدًا وبسيطًا، يسهل على الأسر شرائه من أي محل ملابس، وبسعر يناسب جميع الفئات الاجتماعية المتباينة.

 

مع اقتراب كل موسم دراسي تعلو أصوات تنادي بالعودة للزي المدرسي القديم "التقليدي"، الذي كان يرتديه طلاب وتلاميذ المدارس الحكومية، الذي كان له دور اجتماعي وإنساني حيث أسهم في تذويب الفوارق الاجتماعية فلا تستطيع أن تفرق بين الفقير والغني، مما كان يحقق العدالة الاجتماعية بين طلبة المدارس، كما لعب الزي التقليدي دورًا مهمًا في الجانب الاقتصادي وذلك بكونه غير مكلف وسهل الحصول عليه أو على البديل المناسب له، دون تعب أو مشقة في البحث عنه أو تكلفة شرائه.

 

ختامًا.. اختياري لهذا الموضوع والحديث عنه وإلقاء الضوء عليه الآن، ليس بهدف إثارة النقاش حول المظهر الخارجي لأولادنا بالمدارس، بل هو مطلب مُلح وضروري لمواجهة التفاوت الاجتماعي بين أبنائنا الطلاب، وهذا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث ارتفاع الأسعار عالميًا ومحليًا، لذلك علينا السعي والمساهمة في تخفيف الأعباء عن أولياء الأمور.

 

أخيرًا، مع بدء وانتظام العام الدراسي الجديد ٢٠٢٥_ ٢٠٢٦، أعتقد أن تنفيذ هذه الفكرة التي أصفها بالمبادرة الإنسانية، ستساهم في رفع الضغوط بكل أشكالها عن الطالب وأسرته، ففكرة العودة للزي القديم تُمثل حلاً عمليًا واقتصاديًا لكثير من الأسر، فدعونا نضع بديلا لهذا التحدي من خلال العودة للماضي وارتداء الزي التقليدي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز